منتديات فلسطين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات فلسطين
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 المنهج الإسلامى فى وقاية المجتمعات من الفاحشة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبدالله عياش
Admin
عبدالله عياش


عدد الرسائل : 216
تاريخ التسجيل : 10/08/2008

المنهج الإسلامى فى وقاية المجتمعات من الفاحشة Empty
مُساهمةموضوع: المنهج الإسلامى فى وقاية المجتمعات من الفاحشة   المنهج الإسلامى فى وقاية المجتمعات من الفاحشة Icon_minitime1الأحد أغسطس 17, 2008 6:34 pm


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وبعد
بين يدي حديث الإفك
ما العلاقة بين المنهج الإسلامي في وقاية المجتمعات من الفاحشة، وحديث الإفك؟
حديث الإفك تجربة واقعية وتطبيق عملي للمنهج الذي وضعه المشرع، وهو القائم في غالبه على قاعدة سد الذرائع، التي لو أُخذ بها لأغلق الكثير من أبواب المعاصي، ولأن الإسلام دين يزاوج بين المثالية والواقعية، فقد وضع المثاليات التي تصل بالبشر إلى قمم الطهر والعفة والنقاء، لو تمسكوا بها وعاشوها واقعًا حياتيًا، وفي نفس الوقت بيَّن لنا ماذا نفعل إن جذبتنا حمأة الطين فركنَّا إلى الشيطان والهوى فتنكبنا الصراط المستقيم
كل ابن آدم خطاء ولا عصمة إلاَّ للأنبياء عليهم صلوات الله وسلامه فعلى من وقع في الخطأ أن يسارع بالفيئة، وأن يتوب سريعًا وفق الضوابط الشرعية للتوبة
وفي الحديث «كل ابن آدم خطَّاء، وخير الخطَّائين التوابون»
إن المنافقين ومن على شاكلتهم يتربصون الدوائر بأهل الخير والصلاح، وهذا ليس بمستغرب منهم، إنما المستغرب أن نسمع لهم ونأخذ عنهم، ولا ندفع عن أنفسنا مقالات السوء
إن البلاء من قدر الله الملازم للإنسان، سواءً بالخير أو بالشر، وفي القرآن الكريم وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً الأنبياء
وكلما زاد صلاح العبد ؛ زِيد له في الابتلاء، حتى يُمحَّص ويُصفَّى، رفعة في الدرجات، وحطًا من السيئات
إن مثالية المجتمع في المدينة، ورسول الله بين ظهرانيهم، لم يمنع من وقوع بعض الأخطاء وإن ندرت فهم بشر، وإن تسنَّموا ذري الطاعة في كل دقيق وجليل من حياتهم
أن العقوبات في المنهج الإسلامي لا تكون ابتداءً، بل إن الله تعالى يبين الضمانات الوقائية المانعة من وقوع الفاحشة، فالإسلام منهج حياة متكامل، لا يقوم على العقوبة أولاً، إنما يقوم على توفير أسباب الحياة النظيفة السوية، ثم يعاقب بعد ذلك من ترك الأخذ بهذا المنهج
الناس لا يؤخذون بالظن أو بكلام بعضهم في بعض، بل لا بد من اليقين، كما بيَّن الله تعالى شهادة أربعة رجال عدول، أو اعتراف من وقع في الفاحشة
بيَّن الله تعالى حدَّ القذف، ومدى إفساد هذا القذف لمجتمع المسلمين، ثم أورد نموذجًا لهذا القذف يكشف عن شناعة الجرم وبشاعته، إذ يتناول بيت النبوة المطهرة، وعرض رسول الله أفضل خلق الله، وعرض الأبرار الأطهار عائشة، وأبي بكر، وصفوان
القذف من أشد أنواع الذنوب تأثيرًا في المجتمع والأفراد، فلو أطلقت الألسنة تقذف المحصنات الغافلات المؤمنات، فهي عندئذ لا تقف عند حدٍّ وإنما تمضي قدمًا، فيهتز المجتمع وتضيع الفضيلة وتنهار القيم
فالقذف أثره متعدٍ أكثر من الزنا، فمن وقع في الزنا، وقع في كبيرة من الكبائر وفاحشة عظيمة، لكن من الممكن ألا يعلم المجتمع عنه شيئًا، أما القذف فهو نار مؤججة لو اشتعلت في مجتمع لأحرقته وأفسدته، فالكلام عن الفحشاء والمنكر يقلل من استهجانهما ويساعد على انتشارهما، عملاً بمقولة «إذا كثر الإمساس قل الإحساس»
فالكلام عن المنكر أوجع في المجتمع من ارتكاب المنكر نفسه
قيمة الكلمة في الإسلام وعلو شأنها، وكيف ترفع أقوامًا وتحط آخرين
فنحن مسئولون عن كل كلمة ننطقها، وكل لفظ مسجل علينا، قال تعالى مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ق
وقال تعالى أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لاَ نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ الزخرف
أن ما نكره قد يأتينا بالخير العميم، كما قال تعالى وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ البقرة
ففي حديث الإفك خير كثير، كما قال تعالى لاَ تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ، فمن الخير تبرئة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها والتنويه بذكرها
تناول عموم المدح سائر أمهات المؤمنين
بيان الحكم في القذف، مما يحتاجه العباد في كل زمان ومكان إلى قيام الساعة
تقرير وحدة المؤمنين، فهم جسد واحد، والقدح في واحد منهم كقدحهم في أنفسهم جميعًا

المجتمع في المدينة

أولاً المنافقون
في بداية هجرته إلى المدينة، لم يكن وجود المسلمين قد قوي في المدينة بعد، وفي ذات الوقت فإن الصراع مع قريش لم ينته، حيث بدا منهم أنهم سوف يلاحقون المسلمين في المدينة، ويذكر محمد حميد الله في «مجموعة الوثائق السياسية للعهد النبوي والخلافة الراشدة» أن كفار قريش كتبوا إلى عبد الله بن أُبيّ بن سلول، ومن كان يعبد معه الأوثان من الأوس والخزرج، قبل وقعة بدر «إنكم آويتم صاحبنا، وإنا نقسم بالله لنقاتلنه أو لنسيرنّ إليكم بأجمعنا حتى نقتل مقاتلتكم ونسبي نساءكم» دراسة في السيرة د عماد الدين خليل
فعرب المدينة الوثنيون وجدوا أنفسهم في مأمن من حالة إعلان رفضهم للإسلام، لكن بعد غزوة بدر تغير الحال تمامًا، ووجد هؤلاء الوثنيون أنفسهم في وضع حرج، إما أن يظلوا على كفرهم فيتعرضون للعقاب، وإما أن ينتموا إلى الإسلام ظاهرًا، ويظل الكفر كما هو في قلوبهم، فاختار زعيمهم عبد الله بن أُبيّ بن سلول إعلان الإسلام ظاهرًا، وإبطان الكفر، وذلك ليأمنوا جانب المسلمين من ناحية، وليعملوا على تخريب المجتمع المسلم من الداخل بالمكائد والشبهات ودس الدسائس، وهذا العدو الجديد، الذي انضم إلى أعداء المسلمين هو أخطرهم وأشدهم فتكًا على المسلمين، وذلك لتغلغله داخل صفوف المسلمين معلنًا أنه معهم، وفي القلب الحقد المرير
إن أعداء الإسلام الظاهرين كالكفار واليهود، عداؤهم سافر، يعلنون به ويعيشون له، أما المنافقون الذين يقولون لا إله إلا الله محمد رسول الله، فأمرهم متلون خادع
والنبي أعلن أكثر من مرة أنه لن يقتل هؤلاء، حتى لا يقال إن محمدًا يقتل أصحابه، فربما أدى ذلك إلى تخذيل من يراقب هذا الدين الجديد، الذي يقتل نبيه بعض أتباعه الذين آمنوا بالله ورسوله، ونطقوا بذلك وعملوا بمقتضاه في الظاهر
لكن ليس معنى ذلك أن الله تبارك وتعالى ترك هؤلاء المنافقين يخترقون جسد المسلمين، بل بين الله تعالى عوارهم ومكائدهم في القرآن ولنبيه
فلو نظرت في سورة البقرة مثلاً تجد أن الله تكلم عن الكافرين في آيتين فقط، ثم تكلم عن المنافقين في اثنتي عشرة آية
ومهما يكن من أمر فإن وجود المنافقين في مجتمع المدينة كان له جانب إيجابي، ألا وهو الحذر الدائم واليقظة لمكائدهم، مما أعطى المسلمين قوة لمواجهة عدو الداخل وهو الأنكى وعدو الخارج
ولكي نرى أن حديث الإفك لم يكن هو الدسيسة الوحيدة للمنافقين، فإنهم كانوا يتلقفون الشوارد من أجل وقف مد زحف هذا الدين الجديد، بكل وسيلة متاحة لهم، وإليك بعض ما كادوه للإسلام والمسلمين
عندما حاصر الرسول والمسلمون يهود بني قينقاع حتى نزلوا على حكمه، سارع عبد الله ابن أُبي بن سلول يلحُّ على رسول الله أن يحسن في مواليه، حتى أنه أدخل يده في درع رسول الله ويقول إني لرجل أخشى الدوائر، فتركهم له رسول الله على أن يخرجوا من المدينة رواه ابن هشام عن ابن إسحاق بسند مرسل
في حصار بني النضير، أرسل المنافقون إلى اليهود أن اثبتوا ونحن معكم وننصركم على محمد وصحبه، فقوَّى ذلك اليهود بعدما كانوا ارتضوا التسليم والنزول على أمر رسول الله وأرسلوا للنبي يقولون له لن نخرج، فافعل ما بدالك، ثم احتموا بحصونهم واستعدوا للقتال، وزاد إصرارهم على المقاومة ما ترامى إليهم من أن ابن أُبيّ أعد الفي مقاتل لنصرتهم، وفي هؤلاء أنزل الله سورة الحشر البخاري ومسلم
التي ذُكر فيها موقف المنافقين مع اليهود أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلاَ نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ لَئِنْ أُخْرِجُوا لاَ يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لاَ يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الأَدْبَارَ ثُمَّ لاَ يُنْصَرُونَ الحشر ،
في غزوة أُحد، كان النبي يرى ألا يخرجوا لقريش خارج المدينة، وإنما يستدرجونهم إلى المدينة وأزقتها فيقاتلهم الرجال في الطرق والنساء من فوق أسطح البيوت
وكان ابن سلول يؤيد هذا الرأي، وهو يرمي إلى شق صف المسلمين، لأن كثيرًا من الصحابة بل الغالب منهم كانوا يرون الخروج لقتالهم خارج المدينة، ويرمى إلى شيء آخر وهو أن قتال المسلمين داخل المدينة سيمكن المنافقين من الاختباء والتسلل من ساحات القتال دون أن تلحظهم العيون
وأخذ النبي برأي أصحابه وخرج للكافرين في أُحد، وخرج معه ابن سلول الذي ما لبث أن عاد ومعه ثلث الجيش لما اقتربت المعركة ليخذل المسلمين متعللاً بأن النبي ترك رأيه وأخذ برأي أصحابه
وفي تبوك كان المنافقون ينظرون إلى هذه المعركة مع الروم على أنها ستقضي على المسلمين وأخذوا يقولون للمسلمين أتحسبون جلاد بني الأصفر الروم كقتال العرب بعضهم بعضًا، والله لكأنا بكم غدًا مُقرنين في الحبال
وخرج ابن سلول على رأس جماعته، وما أن اجتاز المسلمون مسافة قصيرة صوب هدفهم حتى تخلف المنافقون وقفلوا عائدين إلى المدينة، وأسقط في أيديهم فلم يجدوا هذه المرة أعذارًا يسوقونها بين أيديهم، وهكذا النفاق يلتمس أوهي الأعذار ليتخلف عن الركب، وإن لم يجد أعذارًا همهم بغباوة القلب وتنكب الطريق السوي
وفي غزوة الخندق، التي اشتد الأمر فيها على المسلمين، كما وصف القرآن إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيدًا الأحزاب ،
وقف المنافقون خلف المسلمين وهم يحفرون الخندق يثبطون الهمم ويثيرون شائعات الخوف والهزيمة، وكانوا يظهرون للمسلمين، أنهم يحفرون معهم ثم يتسللون لواذًا في جنح الليل
وعندما حاصرت الأحزاب المدينة، وغدر يهود بني قريظة، واشتد البلاء على المسلمين، تعاظمت حملات المنافقين، وأسفر بعضهم عن مكنون قلبه صراحة، ظانًا أن نهاية المسلمين ستكون في هذه الغزوة، ولقد أنزل الله تعالى آيات واضحات في سورة الأحزاب تكشف مكنون هؤلاء، قال الله تعالى وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُورًا الأحزاب
وتمْضي الآيات بوصف حالهم ومآلهم، وأن هؤلاء حبط عملهم قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلاَ يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلاَّ قَلِيلاً أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشـِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا الأحزاب ،

فشل محاولات المنافقين

باءت كل محاولات المنافقين بالفشل الذريع، وخابت آمالهم في شق صف المسلمين، ورأوا المسلمين يخرجون من كل حروبهم مع الكفار واليهود وهم منتصرون، ومن نصر إلى نصر تقوى دولة المسلمين وتصير لها الهيمنة على غالب أنحاء جزيرة العرب
فهل يستسلم هؤلاء المرضى فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا لمد الإسلام الجارف، فيراجعون أنفسهم ويرفعون الغشاوة التي على عيونهم؟ هيهات أن يفعلوا
كل ما فعلوه إزاء فشلهم المتكرر في تخذيل المسلمين في حروبهم، هو تغيير مكرهم وإرجافهم، فلجئوا إلى أسلوب خسيس وهو التخريب من داخل المسلمين ونشر الشائعات بينهم، معتمدين في ذلك على تسربهم في صفوف المسلمين واحتكاكهم المباشر بهم

كيد المنافقين في غزوة بني المصطلق

انتهز المنافقون وعلى رأسهم ابن سلول قتال غلامين على بئر ماء، أحدهما من المهاجرين والآخر من الأنصار، والقصة يرويها جابر بن عبد الله كما في «صحيح البخاري» كنا في غزاة فكسع رجل من المهاجرين رجلاً من الأنصار، فقال الانصاري ياللأنصار، وقال المهاجري يا للمهاجرين، فسمَّعها اللَّـهُ رسوله ، قال ما هذا ؟ فقالوا كسع رجل من المهاجرين رجلاً من الأنصار، فقال الأنصاري يا للأنصار، وقال المهاجري يا للمهاجرين، فقال النبي «دعوها فإنها منتنة» قال جابر وكانت الأنصار حين قدم النبي أكثر، ثم كثر المهاجرون بعد
فقال عبد الله بن أُبيّ أَوَ قد فعلوا ؟ والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجنَّ الأعز منها الأذل، فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق، فقال النبي «دعه، لا يتحدث الناس أن محمدًا يقتل أصحابه»
حاول ابن سلول والمنافقون أن يشعلوا نار العصبية القبلية مرة ثانية، لكن الله كان لهم بالمرصاد، ووأد النبي الفتنة في مهدها بسبيلين، السبيل الأول بالمسارعة إلى مصدر الفتنة ونهيهم عن هذه العصبية القبلية النتنة، والسبيل الثاني أنه ما ترك القوم يتكلمون ويشققون الكلام حول هذا الأمر، فأمر بالرحيل الفوري للجيش، وذلك في ساعة لم يكن الرسول يرتحل فيها، فانطلق بهم يومهم هذا حتى أمسى، وليلتهم حتى أصبح، وصدر يومهم التالي، حتى آذنتهم الشمس بالمغيب، فعسكر بهم، وما أن وجدوا مسَّ الأرض حتى وقعوا نيامًا، وأنساهم التعب والمسير هذه الفتنة التي كاد أن يشعلها المنافقون
لكنّ ابن سلول لم يهدأ والحقد والحسد والبغضاء يملأ قلبه الأسود، يتحين أي فرصة ليطفئ أوار نفسه الخبيثة، فكان حديث الإفك

ثانيًا اليهود

اليهود عداؤهم سافرٌ للنبي وللمسلمين، مع علمهم اليقيني أن النبي هو النبي الخاتم، وأنه مرسل من قِبل ربه سبحانه وتعالى، يقول الله تعالى الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ البقرة
يخبر تعالى أن أهل الكتاب قد تقرر عندهم، وعرفوا أن محمدًا رسول الله، وأن ما جاء به حق وصدق، ويعرفون ذلك كما يعرفون أبناءهم، بحيث لا يشتبهون بغيره، فمعرفتهم بمحمد وصلت إلى حدٍّ لا يشكون فيه ولا يمترون، ولكن فريقًا منهم وهم أكثرهم الذين كفروا به، كتموا هذه الشهادة مع تيقنها وهم يعلمون تفسير السعدي
ولقد كان اليهود يتوعدون الأوس والخزرج بالنبي القادم الذي سيتبعونه ويقتلونهم قتل عاد وإرم، كما بحديث سلمة بن سلامة وهو من أصحاب بدر ، أن جارًا لهم من اليهود من بني عبد الأشهل خرج عليهم يومًا وأخبرهم أن نبيّاً اقترب زمانه، فسألوه من يراه ؟ فأشار إلى سلمة، وكان أصغرهم، فقال إن يستكمل هذا الغلام عمره يدركه قال سلمة والله ما ذهب الليل والنهار حتى بعث الله محمدًا الحديث بتمامه في السيرة لابن هشام، وفي مسند أحمد، وعند الحاكم، وصححه وأقره الذهبي، وقال الهيثمي في «المجمع» رجاله رجال الصحيح غير ابن إسحاق مدلس ، وقد صرح بالسماع
لكن اليهود لعنهم الله لما علموا أن النبي من العرب من نسل إسماعيل عليه السلام وليس منهم ناصبوه العداء وسحبوا كلامهم وبشاراتهم حول مجيء نبي آخر الزمان، خوفًا على مصالحهم لأن نجاح الإسلام كفيل بحصر اليهود وعزلتهم وكشفهم أمام العالم، ومن ثَمَّ ضرب وجودهم ومصالحهم في الصميم، الأمر الذي دفعهم إلى أن يقفوا إلى جانب الوثنية ويمتدحوا أصنامها بمواجهة التوحيد الذي جاء به رسول الله
وَضَمَّ اليهود المنافقين إليهم، وحاولوا معًا الترصد والتربص بالإسلام والمسلمين، يقول الله تعالى في سورة البقرة وهي من أول السور المدنية في ترتيب النزول، بصدد الحديث عن المنافقين وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ البقرة ، قال إن شياطينهم هم اليهود وهم كبراؤهم ورؤساؤهم بالشر
وإن التشبيب بالنساء والكلام عن الأعراض صبغة يهودية، فها هو كعب بن الأشرف اليهودي يشبب بامرأة مسلمة تُدعى أم الفضل بنت الحارث
إحدى بني عامر جنَّ الفؤاد بها
ولو تشاء شفت كعبًا من السقم
لم أر شمسًا بليل قبلها طلعت
حتى تجلت لنا في ليلة الظلم
وتحول كعب من أم الفضل إلى نساء مسلمات أخريات مشببًا بهن حتى آذاهن
فهذا التشبيب بالنساء والوقوع في أعراضهن، هو ذات البضاعة التي حاول ابن سلول وفريق المنافقين ترويجها عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في حديث الإفك
وللحديث بقية إن شاء الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://rafatee2008.yoo7.com
 
المنهج الإسلامى فى وقاية المجتمعات من الفاحشة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات فلسطين :: قسم الابحاث التاريخية-
انتقل الى: